الأحد، مايو 17، 2009

في الطريق لكولشستر


و بالفعل وصل التاكسي الذي أرسله أبوساري و عندما رأيته ظننت أنه رجل أنجليزي لإنه حليق اللحية و الشارب و يتكلم الانجليزية باللكنة الانجليزية تماماً و عندما ركبت معه و انطلقنا إذا بي أتفاجئ أنه عربي الأصل و من العراق بالتحديد .
و مما لاحظته أنه كان معلق الصليب في مرآة السيارة فغمزتني أم عبد الرحمن بألا أتدخل و أسئله خصوصاً أن الوقت متأخر جداً و بريطانيا إذا غابت الشمس موحشة جداً و الطرق مظلمة فالتزمت الصمت طوال الطريق حتى دخلنا مدينة كولشستر و مكتوب على مدخلها أنها أقدم مدينة مسجلة في بريطانيا .
و عندما وصلنا للمنزل الذي حجز لنا فإذا به عبارة عن كوخ خشبي وسط مزرعة فقلت في نفسي ماهذا المكان الذي تورطنا به فخرج لنا صاحب المنزل و زوجته و رحبوا بنا و كانوا لطيفين معنا ففتحوا لنا المنزل و شرحوا لنا كل صغيرة و كبيرة و كيف نشغل مختلف الأجهزة من دفاية غيره و قدموا لنا ضيافة من شاي و بسكويتات و فاكهة ثم وضعنا امتعتنا و انصرفا عنا بعد ما اتفقنا على السعر.
ثم تأملنا في هذا الكوخ و عجيب صنعه فإذا جدرانه خشبية و في الوسط عمود ضخم عبارة جذع شجرة لكن الجميل أنه مؤثث بشكل راقي و رائع و مزود بأحدث الأجهزة المنزلية من غلاية و ميكرويف و ثلاجة و غيره.
ثم ذهبنا لفراش النوم ونمنا نوما عميقا بعد هذا العناء و الجهد الذي استمر قرابة الخمسة عشر ساعة في جو هادئ و دافئ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق