الاثنين، مايو 24، 2010

العميل على حق




الانجليز يحبون الجنيه الاسترليني حبا جما. فهم يتصفون بالبخل نوعا ما لدرجة لا تستبعد أن ترى أمامك زوجين كل منهم يحاسب مشترياته أو وجبة العشاء عن نفسه لذا فهم يهتمون بتجارتهم اهتماما بالغاً و يحرصون على عملائهم قدر الإمكان. و قد حصل لي عدة مواقف في هذا الجانب و آخرها ماحصل لي اليوم.
فقد انتهي عقد اشتراكي بالجوال و فكرت بالانتقال لعرض بنفس السعر لكن ذو مزايا أكثر. فاتصلت بالشركة أود ابلاغهم بإيقاف الخدمة .

فسألني الموظف لماذا تريد الانتقال من شركتنا ؟
قلت : لوجود عرض أفضل من عرضي الحالي
قال : و ما هو ؟
15 باوند شهريا مقابل 300 دقيقة اتصال مجانا لأي شركة + مكالمات غير محدودة لمستخدمي نفس المشغل + نت مجاني؟
و أنا شايف أنه عرض خيالي جدا ؟

قال مباشرة : سوف نعطيك نفس العرض و نرسل لك غدا جهاز جوال جديد مجانا ؟ مع أني كنت أدفع نفس المبلغ مقابل 300 دقيقة اتصال فقط


و أيضا مما أذكر في هذا الجانب عندما نزلت إحدى العطل في فندق ماريوت وسط لندن. و في الصباح كان سخان الماء لا يعمل مع شدة برودة في ذلك اليوم . فإخذني الفضول و راسلت الفندق و أخبرتهم عن عظيم استيائي عن الخدمة في ذلك اليوم و أن أخذت انطباع سئ عن شركتكم التي أتعامل معها لإول مرة.
و ما هي إلا ساعات و يستفسرون عن بياناتي و يردون في اليوم التالي بالاعتذار الشديد و تقديم عرض خاص لي و هو خصم لمدة عام و يحق لي استخدام جميع مرافق الفندق مجانا !!! كله هذا لإن السخان لم يكن يعمل

و لو تأملنا في الموضوع جيدا فهذا حق طبيعي لكل عميل فقد أخذوا منك المال فلابد يقدموا مايرضيك لكن المشكلة إننا لم نعتاد على مثل هذا النوع من الدلال و الصدق في التعامل.

قال النبي صلى الله عليه و سلم " البيعان بالخيار ما لم يتفرقا ، أو قال : حتى يتفرقا ، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما ، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما" - رواه الأمام البخاري