أثارت حفيظة الكثير قضية شرب المبتعثين للمسكر في بريطانيا و التي طرحها أحد الفضلاء خلال لقاء تلفزيوني بعد زيارة للمبتعثين في بريطانيا. فأحببت المشاركة في هذا الموضوع و أنقل رؤيتي من قلب الحدث.
أولا أود التنبيه بأن مشروع الابتعاث هو مشروع وطني ضخم سيِؤتي ثماره خلال الاعوام المقبلة بإذن الله. لكن هذا لا يعني بأن هذا المشروع لا يعتريه النقص أو التقصير أو أننا لا ننتقد أو نوضح بعض الاخطار المحدقة به. بل إن علينا أن نسعى جاهدين بأن ينجح هذا المشروع بأكمل وجه و أن لا نفرط في قيمنا و حضارتنا الزاهرة.
عندما تتأمل في تعليق المبتعثين على هذه القضية من خلال اللقاءات و المنتديات الالكترونية تجدها على نقيضين مختلفين تماماً. تجد البعض - و أنا منهم – يرفض النسبة تماما و يعتقد بأن من يشربون الخمر هم ثلة قليلة لا يشكلون نسبة تذكر. و في المقابل تجد من يقول بأن الشيخ لم يذكر إلا واقعا نعيشه من خلال ما نراه من زملائنا في القاعات الدراسية و خارجها. و في نظري أن النسبة يصعب تحديدها فالكل ينظر من البيئة التي يعيشها و الطيور على أشكالها تقع. لكن أستطيع أن أقول بأن السواد الأعظم للمبتعثين يرفض الشراب و لا يجاهر به حتى و إن ابتلي به و العياذ بالله. فهو ليس بمستغرب من شاب نشأ و ترعرع في ديار التوحيد و مأرز النبوة.
هل نحن معصومون ؟
لو أتيت إلى مدارسنا الثانوية بما فيها من مدرسين و مدراء و موجههين تربويين تجد أنها لا تخلو من المشاكل الأخلاقية و شرب الدخان و تعاطي المخدرات. فما بالك لو خرج الشاب من هذه البيئة إلى انفتاح جارف و حرية مزعومة بلا رقيب و لا حسيب و لا أب يوجه و لا أم تراقب و لا نظام يمنع ؟؟؟؟ بل لك أن تتخيل بأن الجامعات البريطانية أصبحت تفتح البارات و المراقص الليلية داخل المجمعات الجامعية حتى تكسب أكبر عدد من الطلاب. لذا على كل أب و أم ألا يستهينوا بهذا خصوصا لمن هم في مرحلة البكالوريوس و الذين هم في ذروة سن المراهقة.
هل من مدكر ؟
ما سألت شخصاً منصفا من الانجليز إلا و هو يرفض شرب الخمر كمبدأ مع أنهم أكثر الشعوب استهلاكا في العالم للخمر. بل جاء في تقرير للبي بي سي BBC بأن ثقافة شرب الكحول في بريطانيا تكلفهم 20 مليار جنيه استرليني في السنة و تسبب أكثر من مليون حالة عنف بالسنة إضافة الى الحوادث المرورية و المشكلات الصحية الناجمة عن شرب أم الخبائث. أليس يكفي العاقل بأنه يفقد عقله بشربه للخمر !! بل إني رأيت بأم عيني ما يقوم به السكارى من تصرفات يندى لها الجبين لدرجة أني رأيت قد قضى حاجته على نفسه.