الأحد، أكتوبر 25، 2009

زيارتي للكنيسة الكاثيدرالية







بداية أستبيحكم عذراً على انقطاعي عن المدونة و ذلك بعد دخولي في دوامة الدراسة لكن هذا الموضوع اعتبره عارض و عاجل ذلك بعد الاتصالات و الرسائل التي انهالت علي عقب ظهور صورتي في موقع النادي السعودي و موقع اليوتيوب و أنا في الكنيسة الكاثيدرالية سواء من الزملاء في الجامعة أو من الأحبة و الإخوان عن طريق البريد الالكتروني. فهناك العديد من المواضيع المهمة كان من المفترض أن تنزل في الأيام الماضية لكن لعلها تحرر في وقت لاحق.
حديثي اليوم سيكون عن حدث تاريخي في حياتي و هو دخولي لأول مرة في حياتي للكنيسة و التي كانت لكنيسة من أقدم الكنائس في العالم والتي أسست عام 525 ميلادي(مرها كماجاءت يعني قبل الهجرة النبوية) و سأقسم الموضوع إلى ثلاثة أجزاء أولها الحكم الشرعي في دخول الكنائس ثانيها سبب دخولي إليها و كيف جاءت هذه الفكرة ومن أشار علي بها و أخيرا تفاصيل الزيارة و ماحدث داخل الكنيسة من الألف إلى الياء.


أولا كره بعض أهل العلم دخول الكنائس لعدة أسباب و ذلك لما فيها من التصاوير المحرمة و الصلبان و أنها أماكن يشرك فيها بالله تعالى. بل روي أن النصارى صنعوا لعمر رضي الله عنه حين قدم الشام طعاما فدعوه ، فقال أين هو : قالوا : في الكنيسة ، فأبى أن يذهب ، وقال لعلي : امض بالناس فليتغدوا ، فذهب علي بالناس ، فدخل الكنيسة وتغدى هو والمسلمون ، وجعل علي ينظر إلى الصور ويقول : ما علي أمير المؤمنين لو دخل . و كذلك يخشى على الجاهل أن يسمع ما يصده عن دين الله أو يشككه فيه أما إذا كان الدخول من أجل الدعوة إلى دين الله فهو أمر جائز كما أفتى بذلك اللجنة الدائمة للإفتاء(13/257).
أما قصتنا فسببها أن جامعة بانقور كانت تريد الاحتفال بمناسبة مرور 125 سنة على تأسيسها و طلبت من كل جهة و جمعية المشاركة في هذا الحفل بشئ يدل على التعاون و الاحترام و التعارف والتسامح بين طلابها داخل الجامعة ( طبعا هو كنوع من الدعاية لهم أن الجامعة فيها من كل الاجناس و الأديان و الأعراق... إلخ). و كان من المقرر انعقاد الحفل في الكنيسة الرئيسية في المنطقة. فمثلا هناك مشاركة للنصارى و مشاركة للهندوس و مشاركة للأفارقة وغيرهم.فاقترح علينا الأخ الفاضل محمود الدحدولي أن نستغل و هذه الحدث و نبلغ رسالتنا من هذا المنبر فاستشرت أحد المشايخ قال توكل على الله و استشعر عظمة الموقف و لعل الله يقذف في قلوبهم الخير و بالفعل تقدم الاخ محمود لإدارة الجامعة بطلب المشاركة باسم الجمعية الإسلامية في الجامعة و جاءت الموافقة على الفور و كان ماجرى.



تفاصيل القصة:
ففي يوم الأحد الموافق 18/10/2009م ذهبت مبكرا للكنيسة في تمام الساعة الثالثة و النصف ظهراً (قبل البدء بنصف ساعة) وصلت عند باب الكنيسة و ترددت في الدخول حتى رأيت أحد الصينين دخل فدخلت معه و ذلك خشية مني من وجود عادات أو بروتوكولات للدخول خصوصا أن اليوم كان يوم أحد. فرحبوا بنا عند الدخول و جلست في المؤخرة لأراقب ماسيحدث. ثم جلست أتأمل في الصور و الصلبان المعلقة في حيطان الكنيسة و استغفر الله و كان في صدر المبنى صليب كبير من خشب مصلوب عليه عيسى عليه السلام (كمايدعون)و هو عاري نسأل الله العفو و العافية فكل من دخل من أسفل هذا الصليب ركع له. في تمام الساعة الرابعة بدأت أجراس الكنيسة تضرب فوقف الناس كلهم و ظللت قاعدا فإذا برجل يرتدي العباءة الحمراء و قبعة مرتفعة يحمل في يديه عصا و خلفه رجل ذو لحية مشيبة طويلة معلقا الصليب على صدره و رجل آخر و امرأة و عندما وصل عند المنبر قال للحضور اجلسوا فجلس الجميع. وبدأت فعاليات الحفل و كان أغلبه كلمات و تخلله ترتيل جماعي لكلمات لم أفهمها لأنها كانت باللغة الولشية أعتقد أنها شئ من طقوسهم الدينية.و كان بجواري الأخ مشعل السمحان جزاه الله خيرا يقوي من عزيمتي ويقول الآن ستصدح بالقرآن في هذا المكان الذي يشرك فيه بالله تعالى منذ مئات السنين و في حضور هؤلاء القساوسة فكن واثقا بالله و لا تعجز. و بالفعل جاء الدور على فقرتنا و قالت المقدمة الآن مع مشاركة الجمعية الإسلامية و هي عبارة عن قراءة بعض آيات من القرآن الكريم مع ترجمتها. فقمت أمام الجمع و كان الموقف صعبا حيث أن الأُسقف (Bishop) كان خلفي و الناس من أمامي و جميع الأبصار شاخصة نحوي فرتلت عليهم ثلاث آيات و التي هي" قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا و بينكم ألا نعبد إلا الله و لا نشرك به شيئا و لا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون"و الآية"يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"و الآية" لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ"
ثم انصرفت استغفر الله و نسأله أن تكون الآيات قد أوقعت في نفوسهم ما يهديهم إلى طريق الحق و إلى صراط مستقيم.
ملاحظة: الاخوة المقيمين في بريطانيا اليوم هو موعد تقديم الساعة يعني سيصبح الفرق مع السعودية ثلاث ساعات بدلا من ساعتين

هناك 12 تعليقًا:

  1. رغم اني لم اكن متواجدة لكن بلاغتك بوصف الحدث وتسلسل الاحداث كانت تفاصيل جعلتني اشعر وكانني كنت بجانبك ..بوركت في اختيار الايات ونجحت في اختيار المُرافق الجيد الذي دعمك ,ولكن اتمنى ان تجعل منها زيارتك الاولى والاخيره حتى لاتكون محط الانظار ..اما دينهم المنسوخ فهو ميت وانتهى بلاشك ولكن كلنا امل بوقع سحر الايه على قلوبهم ..لتذيب الجهل عنهم
    فمااصعب دينهم حيث يحمل كل هذه الطقوس وصور التعذيب ومااسهل وارق ديننا حين نلتقي بربنا بلمسة وضوء طاهره وبكل روحانية ننتهي
    مٌمتنه ...

    ردحذف
  2. ما شاء الله تبارك الله يا فيصل. كما عرفناك دائما ذو همة عالية ونية صافية.

    جعلك الله مباركا حيثما كنت ونفع بك الخلق. ولا أقول إلا هنيئا لأهل بانقور بك وأحسن الله عزاء أهل كولشستر في تركك لهم.

    ردحذف
  3. كما جاءني في المنام حين ارسلت لك الرؤيا وذكرت لي بانها قريبة جدا من الواقع قبل ان تنشر القصة .
    لقد زرت عدد من الكاتدرائيات الاوروبية واعرفها جيدا وحين تخيلت الموقف رأيته عظيما مهيبا حين تتلى آيات الله فيها ولا اعرف ان كانت هذه المرة الاولى في تاريخ الكاتدرائية؟
    عموما كان موقف شجاع جدا منك واختيار مناسب لآيات وجهها لهم سبحانه وتعالى ؟
    وكانت لفتة مميزة منهم قبول ذلك وترجمة الآيات للغتهم.
    والمميز في الموضوع هو استشارتك لأهل الرأي وتعقلك في المشاركة .
    أرجو لك التوفيق وأحذرك من الانجراف مع التيار مع يقيني بأنك أعقل وأفهم من يتم ذلك

    ردحذف
  4. ماجد الحزنوي26 أكتوبر 2009 في 3:00 م

    تسلح بسلاح العلم الشرعي واستشارة اهل العلم وتوكل على الله فإذا توفرت لك فرصة
    اخرى فلا تتردد باظهار ما تمتلكه من الحق المبين والقول المستقيم، مع تقدير المصلحة من ناحية المنافع والمفاسد فانت اعلم بها ومن يعيش معك .
    ولعلها ان تكون زيارة موفقه وأن يكون لها كبير الأثر عليهم .

    ردحذف
  5. تبقى بصمآتك كالمطر أينمآ وقع نفع
    نتفخر بك و سعيده بهذا الموقف و اعظم موقف حين رددت الايات بينهم ..
    موقف سيبقى بصمه لك مدى حياتك .~

    حفظ’ـك المولى و أدآم سخ‘ـآئك .."

    ردحذف
  6. تبقى بصمآتك كالمطر أينمآ وقع نفع
    نتفخر بك و سعيده بهذا الموقف و اعظم موقف حين رددت الايات بينهم ..
    موقف سيبقى بصمه لك مدى حياتك .~

    حفظ’ـك المولى و أدآم سخ‘ـآئك .."

    ردحذف
  7. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظك
    و أن يلهمك الحكمة وحسن التصرف دوما
    ودائما .

    وأن يحفظك من أمامك وخلفك وفوقك وتحتك وعن يمينك وعن شمالك.

    و أتمنى أن تركز في هدفك الأساسي التي أتيت هنا لأجله، ألا وهو تعلم العلوم ونقلها للمسلمين.

    ردحذف
  8. نسأل الله لك التوفيق والسداد...

    ردحذف
  9. faisal ,,
    we'r proud of you and you should be proud of yourself ,,
    I hope you a great life with your family
    god bless you cousin
    best regards
    enaad zahrani
    BTW , I loved your blog

    ردحذف
  10. الله يوفقك ويزيدك من العلم الكثير الكثير

    ردحذف
  11. وفقك الله أخي فيصل لنشر دينه وكتابه
    حقيقة الموضوع في أصله مخيف جدا كونه يتعلق بدين الإنسان ومنهجه وعقيدته لاسيما في هذا العصر الذي علت فيه أصوات تطالبنا بوحدة الأديان والتعامل مع اليهود والنصارى بأنهم إخوة لنا فكما لنا دين فلهم دين وهذا أمرٌ خطير لبس به الشيطان (بترحيب من إعلامنا العربي المبارك) على كثير من الناس حتى أصبح كثير من العوام يجهل حقيقة أوثق عرى الإيمان الولاء والبراء ويفسر قوله تعالى ((لكم دينكم ولي دين)) ويؤولها تأويلاً خاطئاًبأن هذه دعوة واضحة لمعايشة الأديان الأخرى
    فأنا أرى أن إقدامك على هذه الخطوة كان عملاً جريئاً جداً لا لحكم دخول الكنيسة بل لما قد تواجهه من شبه وإعجاب ببعض الطقوس اللتي نحن في غنى عن معرفتها ويشفع لك فيما أقدمت عليه مشورتك لأهل العلم واصطحاب الصحبة الطيبة معك إلى هناك وقبل ذلك نيتك الطاهرة التي حملت هم تبليغ دين الله
    فنفع الله بك أخي الفاضل
    وثبتك على الحق

    ردحذف
  12. الله يبارك فيك شيخ فيصل والله موقف رائع جدا

    موقف رباني نصرك الله فيك لتبلغ دينه وينفع بك

    رفع الله قدرك واعلى الله جاهك وجعلك مثالا ونبراسا ونموذجا يمثل الاسلام بكل مثالية وحق /

    علي القحطاني

    ردحذف